متسربلا في بذلة أنيقة، يمشي الخيلاء، يبدو واثقا من نفسه، ومن تحرره.. يدخل مقهى فخمة، روادها من طينة من يكتنز لحماً وشحماً ومالاً.. يستقبله النادل بابتسامة صافية، يتجاهله ويقصد طاولة، عدل من ربطة عنقه دون أن ينظر إلى أحد، وبحركة محسوبة أزاح كرسيين جانباً، ثمن كل واحد يحل عوز أسرة فقيرة لمدة... تخلص من حذائه، وضعه فوق الطاولة، ثم جلس القرفصاء( وضعه المفضل)... فرد جريدة الصباح، قرأ كل الصفحات دون أن يكترث للعيون التي ظلت ترقبه باندهاش وعلى الألسن سؤال محير :
عاقل أم مجنون؟
في اليوم الموالي، كان في أبهى أبهة، قصد المقهى نفسه، وحين هم بالدخول صده النادل رافعاً في وجهه لافتة مكتوب عليها : " يُمنع الدخول على المعوقين"..